قرّر مجلس النوّاب في إجتماعه هذا الصباح تعليق الحوار مع الأمم المتحدة، وأعتقد بأن هذا القرار جاء في الوقت المناسب وكان صائباً جداً.
السيّد بيرناندينو ليون بدأ في أوّل الأمر متفائلاً وكان أكثر جدّية في محاولاته للتوصّل إلى حل عادل للمشكل الليبي، لكنّه بدأ يتغيّر أخيراً، وبدأ في الإنحراف التدريجي نحو الأطراف التي كانت هي السبب في كل مشاكل ليبيا وهي تنظيم الإخوان المسلمون، والجماعة الليبيّة المقاتلة، ومليشيات ما يسمّى بالثوّار، وبقيّة التنظيمات الدينيّة المتشدّدة والتي من بينها تنظيم أنصار الشريعة وتنظيم داعش.
تمكّن الإخوان من القيام بنشاطات كبيرة منها الزيارة لأمريكا ومنها الإتصالات الحثيثة مع بريطانيا إستطاعوا من خلالها تغيير مواقف الدولتين نحوهم، وذلك أثّر كثيراً على تحرّكات السيّد ليون ممّا إنحرف بالحوار نحو الجماعات المسلّحة التي تعيث خراباً في ليبيا.
السيّد بيرناندينو ليون بيّن بكل جلاء على أنّه يريد إشراك "الأطراف الأخرى" في الحكم وفي تشكيل "حكومة الوحدة الوطنية" التي دعى إليها، وأخذ يركّز عليها حتى أصبح هذا الأمر هو الفقرة الوحيدة في برنامج الحوار الذي يشرف عليه.
بدأ الليبيّون يتحاورون فقط حول تشكيل "حكومة الوحدة الوطنيّة" وكأنّها هي الحل السحري لكل مشاكل ليبيا. لم يتناقش المتحاورون عن الأمن، والمليشيات المسلّحة، ولم يتطرّق الحوار إلى أولئك الذين أجرموا في حق ليبيا كمن حرق مطار طرابلس الدولي ومن إعتدى على ورشفّانة ومن يعتدي على أبار النفظ وموانئ التصدير في منطقة الهلال النفطي.
السيّد بيرناندينو ليون لم يهتم بالأمن الذي بدونه سوف لن تشتغل تلك الحكومة التي يدعو إلى تشكيلها، وهو بذلك يتغافل كل المشاكل التي مرّت بها ليبيا خلال السنوات الثلاث الماضية والتي كان أهم أسبابها هو وجود المليشيات المسلّحة وهيمنتها على الأرض ومن ثمّ فرضها لأجندات قادة تلك المليشيات.
من هنا فإنّني أتفق بالكامل مع قرار مجلس النوّاب بتعليق المشاركة في حوار السيّد ليون، وأدعو هذا المجلس للتركيز على تنظيم الجيش وتسليحة وتحشيد جماهير الشعب الليبي للوقوف وراء مؤسّسات الدولة الشرعية بما فيها الجيش والشرطة. كما أطالب مجلس النوّاب والحكومة بالتركيز على موضوع التواصل مع دول العالم لشرح الحقائق إليهم وللبرهنة على أن مجلس النوّاب والحكومة مع الجيش والشرطة هي الجهات الوحيدة في ليبيا التي بإمكانها تحقيق الأمن في هذا البلد من أجل بناء ليبيا العصريّة والتي سوف تكون عوناً للسلم والأمن العالميّين وكابحاً للهجرة الغير شرعية نحو جنوب أوروبا. كما أن ليبيا القويّة سوف تكون منطقة محرّمة للإرهابيّين بإسم الدين من أمثال داعش والقاعدة وما يسمّى بأنصار الشريعة، وبقيّة التنظيمات التي تحتكم إلى العنف في فرض أجنداتها ولا تؤمن بثوابت الدولة العصريّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق