كثرت هذه الأيّام الأصوات التي تنادي بالعودة إلى دستور 1951 وأغلبها وللأسف من أناس يحتسبون في عداد المتعلّمين والمثقّفين.
الكل يطالب بالعودة لدستور 1951 وأغلبهم لم يقرأ بنود ذلك الدستور وربّما لا يعرف بأن دستور 1951 كان قد تم تعديله بدستور 1963 والفرق بين الوثيقتين كبير وجوهري. الكثير من أولئك الذين يطالبون بالعودة لدستور 1951 لا يعرفون بأن ذلك الدستور كان قد ألغي قانونيّاً وبأن الوثيقة التي أعتمدت في عام 1963 من مجلس النوّاب ووقّع عليها الملك حينها هي الصيغة التي كانت فاعلة في ليبيا حتى سبتمبر 1969.
يا سادتي يا من تطالبون بالعودة لدستور 1951 هل فكّرتم في الكيفية(الآليّة) التي يمكن بها العودة إلى دستور 1951، وهل أستفتيتم الشعب في رأيه؟. لا يمكن يا سادتي العودة إلى دستور 1951 إلّا في وجود مجلس للنوّاب ومجلس للشيوخ ووجود ملك قانوني ليقر كل أولئك بالأغلبية المذكورة في دستور 1963 العودة لدستور 1951. لا يمكن يا سادتي إعادة تفعيل دستور 1963 إلّا في وجود ملك... لا تكذبوا على أنفسكم... لابدّ من وجود ملك. أنتم هنا تتعاملون مع دستور وليس قصيصة من الورق مكتوباً عليها بعض التعليمات. أين هو الملك، ومن هوالذي سوف يكون ملكاً؟. ليبيا لا يوجد بها وليّاً للعهد، وبذلك فإنّها سوف تعاني من فراغ دستور جوهري، وهذا الفراغ الدستوري لا يمكن الإتّعاض عنه إلّا في وجود مجلس للنوّاب ومجلس للشيوخ يتكوّنان وفق بنود ذلك الدستور..... هل بوسعكم إجراء إنتخابات لمجلس النوّاب وبعض أعضاء مجلس الشيوخ في ظروف ليبيا الحاليّة؟. فكّروا في الموضوع جيّداً قبل أن تدخلوا البلاد في متاهات عميقة وخطيرة سوف تؤدّي يقيناً إلى تقسيمها وتقزيمها وإنهاء وجودها كدولة تسمّى "ليبيا".
ثمّ... من هو ذلك النظام الملكي "الرائع" الذي يريدوننا أن نعود إليه؟. أليس هو الملك محمد بن إدريس السنوسي صنيعة الإستعمار الإنجليزي والأمريكي، وأليس هو من كان يحكم ليبيا في ظل حماية تلك الدولتين بما سمح به لهما من الإبقاء على قواعد عسكرية في بلادنا كانت بكل تأكيد تنقص من حرّيتنا وإستقلالنا؟. أليس هو نفسه الملك الضعيف الخانع الذي سقط نظامه في أقل من 6 ساعات وبدون أية مقاومة على الإطلاق في إنقلاب بهلواني كان بقيادة ملازم مغمور؟. أليس هو الشعب الليبي بشيبه وشبابه وبرجاله ونسائه من خرج في ملايينه يرحّب بإنقلاب سبتمبر حتى قبل أن يعرف هذا الشعب من قام بذلك الإنقلاب؟. ألا يعكس ذلك كره الشعب الليبي لذلك النظام الملكي الذي كان فاسداً ومتهالكاً وخانعاً وضعيفاً؟..... لا وألف لا لعودة الملكية إلى ليبيا إلا إذا تم إستفتاء الشعب وبيّن الشعب في أغلبيّته على أن ذلك هو ما يريد.
دعوني أختم بهذا الرد الذي كنت كتبته لأحد الداعين إلى إعادة دستور 1951:
كل البلاد العربيّة لها دساتير... منذ متى منعت دساتير البلاد العربيّة والإسلاميّة الإستبداد؟. ألم يكن لصدّام حسين دستوراً، وألم يكن لحافظ الأسد وبشّار الأسد دستوراً، وألم يكن في الكويت والسعودية وعٌمان والبحرين دساتير؟. متى منعت تلك الدساتير تلك البلاد من ممارسة الإستبداد؟. يا إخوتي يا من تحلمون بالدستور وكأنّه عصا موسى أو خاتم سليمان.... الدستور يحتاج إلى قوّة تفرضه، وإلى أناس مخلصين يطبّقونه، وإلى جهات رقابية وقانونية تراقبه، وإلى ضمائر حيّة تسهر على تنفيذ بنوده.
الدستور ليس سحراً، وأعتقد بأن حيرتنا وقلة حيلتنا وضعفنا هي الأشياء التي دفعت بنا إلى الإستنجاد بوثيقة مكتوبة لا تتكلّم ولاتتحرّك ولا تصرخ ولا تتألّم ظانّين بأنّها سوف تنقذنا.
أليس من ينادي بالعودة إلى الدستور في ظروف ليبيا الحالية كمن يظن بأنّه مسحوراً فتجده يركض في كل مكان باحثاً عن "شيخ" أو ولي صالح ينقذه من السحر؛ وأحياناً خربشات على الورق بحبر الصمغ يجد فيها الشفاء لعلله النفسيّة التي ظنّ بأنّها جنّاً كانوا قد ألبسوه له بقوّة السحر...... آه، ثمّ آآآآآآآه، ثم أأأأأأأأأأأه على هذه الأمّة.
الكل يطالب بالعودة لدستور 1951 وأغلبهم لم يقرأ بنود ذلك الدستور وربّما لا يعرف بأن دستور 1951 كان قد تم تعديله بدستور 1963 والفرق بين الوثيقتين كبير وجوهري. الكثير من أولئك الذين يطالبون بالعودة لدستور 1951 لا يعرفون بأن ذلك الدستور كان قد ألغي قانونيّاً وبأن الوثيقة التي أعتمدت في عام 1963 من مجلس النوّاب ووقّع عليها الملك حينها هي الصيغة التي كانت فاعلة في ليبيا حتى سبتمبر 1969.
يا سادتي يا من تطالبون بالعودة لدستور 1951 هل فكّرتم في الكيفية(الآليّة) التي يمكن بها العودة إلى دستور 1951، وهل أستفتيتم الشعب في رأيه؟. لا يمكن يا سادتي العودة إلى دستور 1951 إلّا في وجود مجلس للنوّاب ومجلس للشيوخ ووجود ملك قانوني ليقر كل أولئك بالأغلبية المذكورة في دستور 1963 العودة لدستور 1951. لا يمكن يا سادتي إعادة تفعيل دستور 1963 إلّا في وجود ملك... لا تكذبوا على أنفسكم... لابدّ من وجود ملك. أنتم هنا تتعاملون مع دستور وليس قصيصة من الورق مكتوباً عليها بعض التعليمات. أين هو الملك، ومن هوالذي سوف يكون ملكاً؟. ليبيا لا يوجد بها وليّاً للعهد، وبذلك فإنّها سوف تعاني من فراغ دستور جوهري، وهذا الفراغ الدستوري لا يمكن الإتّعاض عنه إلّا في وجود مجلس للنوّاب ومجلس للشيوخ يتكوّنان وفق بنود ذلك الدستور..... هل بوسعكم إجراء إنتخابات لمجلس النوّاب وبعض أعضاء مجلس الشيوخ في ظروف ليبيا الحاليّة؟. فكّروا في الموضوع جيّداً قبل أن تدخلوا البلاد في متاهات عميقة وخطيرة سوف تؤدّي يقيناً إلى تقسيمها وتقزيمها وإنهاء وجودها كدولة تسمّى "ليبيا".
ثمّ... من هو ذلك النظام الملكي "الرائع" الذي يريدوننا أن نعود إليه؟. أليس هو الملك محمد بن إدريس السنوسي صنيعة الإستعمار الإنجليزي والأمريكي، وأليس هو من كان يحكم ليبيا في ظل حماية تلك الدولتين بما سمح به لهما من الإبقاء على قواعد عسكرية في بلادنا كانت بكل تأكيد تنقص من حرّيتنا وإستقلالنا؟. أليس هو نفسه الملك الضعيف الخانع الذي سقط نظامه في أقل من 6 ساعات وبدون أية مقاومة على الإطلاق في إنقلاب بهلواني كان بقيادة ملازم مغمور؟. أليس هو الشعب الليبي بشيبه وشبابه وبرجاله ونسائه من خرج في ملايينه يرحّب بإنقلاب سبتمبر حتى قبل أن يعرف هذا الشعب من قام بذلك الإنقلاب؟. ألا يعكس ذلك كره الشعب الليبي لذلك النظام الملكي الذي كان فاسداً ومتهالكاً وخانعاً وضعيفاً؟..... لا وألف لا لعودة الملكية إلى ليبيا إلا إذا تم إستفتاء الشعب وبيّن الشعب في أغلبيّته على أن ذلك هو ما يريد.
دعوني أختم بهذا الرد الذي كنت كتبته لأحد الداعين إلى إعادة دستور 1951:
كل البلاد العربيّة لها دساتير... منذ متى منعت دساتير البلاد العربيّة والإسلاميّة الإستبداد؟. ألم يكن لصدّام حسين دستوراً، وألم يكن لحافظ الأسد وبشّار الأسد دستوراً، وألم يكن في الكويت والسعودية وعٌمان والبحرين دساتير؟. متى منعت تلك الدساتير تلك البلاد من ممارسة الإستبداد؟. يا إخوتي يا من تحلمون بالدستور وكأنّه عصا موسى أو خاتم سليمان.... الدستور يحتاج إلى قوّة تفرضه، وإلى أناس مخلصين يطبّقونه، وإلى جهات رقابية وقانونية تراقبه، وإلى ضمائر حيّة تسهر على تنفيذ بنوده.
الدستور ليس سحراً، وأعتقد بأن حيرتنا وقلة حيلتنا وضعفنا هي الأشياء التي دفعت بنا إلى الإستنجاد بوثيقة مكتوبة لا تتكلّم ولاتتحرّك ولا تصرخ ولا تتألّم ظانّين بأنّها سوف تنقذنا.
أليس من ينادي بالعودة إلى الدستور في ظروف ليبيا الحالية كمن يظن بأنّه مسحوراً فتجده يركض في كل مكان باحثاً عن "شيخ" أو ولي صالح ينقذه من السحر؛ وأحياناً خربشات على الورق بحبر الصمغ يجد فيها الشفاء لعلله النفسيّة التي ظنّ بأنّها جنّاً كانوا قد ألبسوه له بقوّة السحر...... آه، ثمّ آآآآآآآه، ثم أأأأأأأأأأأه على هذه الأمّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق