Translate

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

لو أنّنا نعي ما نقول !


"الشعب يريد إسقاط النظام"، وهي تعني بلغة أخرى: The people want to break the law & order.... تلك كانت شعارات كل ثورات "الربيع العربي". ثورة ضد النظام والقانون نحو "الفوضى وتسلّط الرعاع وقطّاع الطرق"... أليس ذلك هو تحديداً ما حقّقناه في ليبيا؟.
المنطق والواقع والأصول... كلها تقول: إن لم يعجبك هذا النظام فلا تحطّمه وإنّما أبحث عن بديل مناسب له. هل نحن بالفعل بحثنا عن نظام بديل لنظام القذّافي؟. هل ليبيا في عهد القذّافي كانت بدون نظام وبدون قانون وبدون سلطة وبدون ضبط وربط؟. لماذا لا نجلس ونفكّر ونحسب ونتدبّر حتى نتمكّن بذلك من إيجاد البديل الذي يكون أحسن من الذي نبدّله؟.

ربّما كان الأجدر بنا أن نقول: الشعب يريد إستبدال النظام. إنّنا لو طالبنا بذلك في هتافاتنا لوجدنا أنفسنا ملتزمين أو ملزمين بالبحث عن نظام بديل..... ولكن، هل ضيّعنا الفرصة من بين أيدينا، وهل فاتنا الوقت لكي ننشئ نظاماً بديلاً؟.

لا.... مازال بأيدينا وبوسعنا وبإمكاننا إيجاد بدائل تكون أحسن من تلك التي لم تعجبنا ولم تحقق لنا مطالبنا فقررنا الثورة عليها وتغيير رأسها والمسئول عنها. النظام البديل يتحقق بكل سهولة وبكل يقين حينما نكون جادّين في البحث عنه، وحينما يكون هو وحده مطلبنا.
هل آن لنا بأن نطلب من كل المتعلّمين والمثقّفين وأصحاب الخبرة المهنيّة في بلادنا بدون إستثناء وبدون إقصاء وبدون إيثار هذا على ذاك والطلب منهم في غضون أسبوع واحد أن يشرّعوا لنا نظاماً بديلاً نسير عليه إلى أن نصل إلى مبتغانا وبعدها يتسنّى لنا تأسيس برنامج متكامل نسير على هداه ووفق أبجدياته. 
عندما نريد الوصول إلى هناك ونجد أمامنا كثبان رمليّة وأشواك وحفر وبلاليع ماذا يتوجّب علينا فعله؟. هل ننتظر حتى يتم تعبيد طريقاً جديدة، أم أنّنا نقوم بتسوية الرمال بسرعة بما يمكّننا من العبور فوقها في آمان وما أن نصل إلى هناك حتى نجلس إلى بعضنا ونفتّش عن قدراتنا وإمكانياتنا ونحن مستريحين، وحينها فقط يمكننا تعبيد طريقاً جميلاً وواسعاً وطويلاً يوصلنا إلى   إلى عوالم أخرى تكون في احلامنا لكنّها قابلة للتحقيق؟.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق