Translate

الخميس، 15 سبتمبر 2016

يا من في أدمغتكم زلط... دماء الليبيّين هي أنفس من النفط


بعد أن تمكّن الجيش الليبي من السيطرة على كل الموانئ في منطقة الهلال النفطي في عمليّة مبرمجة ومدروسة ومحبوكة بكل ذكاء... بعد ذلك الإنتصار الرائع والسريع ثارت ثائرة الإسلام السياسي في غرب البلاد من إخوان ومقاتلة وبقايا أنصار الشريعة الفارّين من بنغازي والمفتي وزبانيّته، وأعلنوا بأنّهم سوف يجنّدون المقاتلين ويسلّحونهم للزج بهم في منطقة الهلال النفطي بغرض الإستيلاء على تلك المواني والإستئثار بعائدات النفط. لم يفكّر أولئك الأغبياء والحقراء والأنذال بأنّهم بتفكيرهم الأناني ذلك إنّما هم يعملون على الفتك بألاف الليبيين من مدنيين وعسكريين في حرب شعواء قد لا تكون لها نهاية ومن المؤكّد بأنّها سوف تدمّر كل تلك الموانئ وتوقف تصدير النفط منها ربما إلى الأبد، كما أن إشعال الحرب في تلك المنطقة هو بكل تأكيد سوف يثير نعرة الإنفصال وتدمير ما تبقى من ليبيا كبلد.
سماسرة الدين أولئك تبيّن جليّاً الآن بأنّهم بصدق لايفكّرون بأدمغتهم التي في رؤوسهم وإنّما بفحولهم التي في أحواضهم. تحاربون من يا أيّها القاصرون في التفكير؟. وسوف تحرّرون ماذا ولمصلحة من؟. هل فكّرتم في مثل تلك الأمور أم أنّكم فقط تحقدون على أي شئ إسمه الجيش الوطني وترتعبون من أي إنتصار يحققه ذلك الجيش لأنّكم تخافون على أنفسكم ولا تهتمّون بغيركم ولو كان غيركم هو "الشعب الليبي" بكامله؟.
السيّد مارتن كوبلر (ممثّل الأمم المتحدة في ليبيا) والسيّد بيتر مليت (سفير بريطانيا في ليبيا) قالا أيضاً بأنّ تحرير الجيش الليبي للموانئ النفطية من سيطرة الطمّاع الجضران كان عملية خطأ وبأنّه يتوجب على الجيش الإنسحاب فوراً من الموانئ وتسليمها للمجس الرئاسي برئاسة السيّد فائز السرّاج. مندوب الأم المتحدة ذلك وسفير بريطانيا هو بدوره هدّدا بإستخدام القوّة لإخراج الجيش من الموانئ النفطيّة ولم يهتم أي منهما بمصير أولئك الغلابة الذين قد يزج بهم في حرب سوف لن تنتهي إلّا بالقضاء على الجميع وتدمير كل شئ.

بدأ التيّار الإسلامي في غرب البلاد وسفير بريطانيا مع مندوب الأمم المتحدة برش البنزين منتظرين إشعال النار لتدمير ما تبقى من ليبيا لولا أن السيّد فائز السرّاج خرج عن صمته وثار على مروّضيه بأن أعلنها بكل صراحة وبكل شجاعة بأنّه سوف لن يهدر دماء الليبيّين في سبيل براميل النفط، وبأن الدم الليبي أنفس من النفط وأنفس من الغاز وأنفس من أية ثروة أخرى في ليبيا أو في خارجها. أفسد السيّد السرّاج الطبخة من بدايتها إلى نهايتها وبالفعل فاجأ من كان يعوّل عليه ويتستر وراء شرعيّته المفروضة على الليبيّين بدون أي وجه حق وبعيداً عن إختيار الشعب الليبي أو إرادته. السيّد السراج أطفأ النار التي كادت أن تشب في كل مكان، وأفسد كل مخططات الماكرين من الإخوان والمقاتلة وأنصار الشريعة وبقيّة الإنتهازيين... فتحيّة للسيّد فائز السرّاج الذي تحرّك الحس الوطني في عروقه ودفعه لأن يخرج عن صمته وأن يتحدّى مروّضيه في موقف سوف لن ينساه له الشعب الليبي، وبذلك فقد برهن السيّد السرّاج بأنّه بالفعل ينتمي إلى أسرة السرّاج التي حاربت الطليان من أجل ليبيا وليس من أجل نفطها.
الآن ربما أصبحت الأمور في غاية الوضوح لمن مازال ربما يظن بأن الإخوان والمقاتلة وبقايا أنصار الشريعة والمفتي وتلابيبه إنّما هم يعملون على تحرير ليبيا من قوّات حفتر الإنقلابي أسير تشاد الملعون الذي جاء بالمرتزقة من أفريقيا وإحتل بهم بنغازي بعد أن دمّرها وشرّد كل سكّانها. الآن عرف الشعب الليبي من ذاك الذي يدافع عنه ويبحث له عن كسرة الخبز، ومن هو ذلك الذي يعمل على سرقة كسرة الخبز تلك من أفواه الجياع والمعوزين والمحرومين من أبناء وبنات هذا الشعب المسكين الذي يصدّق ما يقال له ويفرح بالوعود حتى قبل تنفيذها.
الآن عرف الشعب الليبي يقيناً بأنّ الماكر والخنزير مارتن كوبلر إنّما أتى إلى ليبيا ليدمّرها ويقسّمها ويحولها إلى صومال جديدة، وبأن الأحقر منه بيتر ميليت لم ينس كل خبائث بريطانيا التي مازالت تحلم بتلك الأيّام حينما كانت تسمّي نفسها "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس". السيّد ميليت تبيّن الآن أنّه إنّما كان قد أرسل إلى ليبيا ليعمل على تخريبها وتقسيمها والإجهاض على ما تبقى منها. مارتن كوبلر، وبيتر ميليت والإخوان والليبية المقاتلة وبقايا أنصار الشريعة والمفتي وبطانته هم أعداء ليبيا وأعداء الشعب الليبي فهل نتفق على هذه الأشياء؟.

في المقابل، قام الجيش الليبي بعد تحرير الموانئ النفطية بتسليمها إلى المؤسّسة الوطنية للنفط بهدف تصدير النفط والإتيان ببعض الأموال لتغذية وإسكان ومعالجة أبناء وبنات الشعب الليبي الغلابة الذي وجدوا أنفسهم ضحايا للبعض من أهله وضحايا للأمم المتحدة وضحايا لبريطانيا وربما إيطاليا أيضاً. 

الجيش الليبي سلّم الموانئ لمن يشغّلها... للسيّد الوطني القدير مصطفى صنع الله رئيس المؤسّسة الوطنية للنفط، وكان السيّد صنع الله على أهبة الإستعداد فإستلم المهمّة وشرع بالفعل في تصدير النفط في أقل من 24 ساعة من تحرير الموانئ. لقد تم في هذا اليوم شحن 1.3 مليون برميل من النفط الخام وسوف يتم صرف العائد على الغلابا والمقهورين من أبناء وبنات الشعب الليبي.... فتحيّة قويّة ومدوّية للجيش الوطني الليبي الذي تبيّن لنا الآن بأنّه لابديل لنا عنه، ولا خيار لنا في غيره مهما كذب وتملّق علينا ومهما حاول خداعنا.

فهل حان للشعب الليبي الآن أن يعرف من هو عدّوه ومن هو صديقه؟. وهل حان للشعب الليبي أن يميّز بين من يريد قتله ومن يريد إعادة الحياة والكرامة له؟. إنّها لم تعد مهمّة صعبة، وحتى أغبى البشر بدأ الآن يعرف من أين تشرق الشمس وإلى أين تغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق