Translate

السبت، 15 سبتمبر 2012

طرابلس تنفي خبر حلّ «أنصار الشريعة»

عن "السفير" اللبنانيّة مترجمة عن إيه إف بي الفرنسيّة:
متظاهر من «أنصار الشريعة» يحرق علماً أميركياً في بنغازي  (أ ف ب)

أعلنت السلطات الليبية أمس، أنها تنوي تعزيز الامن وسحب كافة الاسلحة الثقيلة من الشوارع وتسليمها للحكومة، فيما استؤنفت حركة الملاحة الجوية في مطار بنغازي بعد تعليقها «لأسباب أمنية»، بعد هجوم الاربعاء الماضي على القنصلية الأميركية حيث قتل عنصران سابقان في وحدة العمليات الخاصة في البحرية الأميركية حسبما كشفت واشنطن. 
إلى ذلك، نفى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان الليبية علي الشيخي الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام والتي تفيد بصدور قرار من قبل رئاسة الأركان يقضي بحل كتيبة «أنصار الشريعة» في بنغازي. ونقلت وسائل الإعلام الليبية عن المتحدث قوله في تصريحات صحافية «إن هذه الكتيبة لا تتبع رئاسة الأركان الليبية حتى يتم حلها»، مشيرا إلى أن «القرار الذي نشر مزور، حيث أنه منشور بتوقيع ضابط عقيد ركن عوض محمد المسماري وهو اسم غير موجود لدى رئاسة الأركان الليبية». 
وأضاف المتحدث أن هذا القرار يقال أنه صادر من إدارة أمن الجيش الليبي ولا يوجد لدى رئاسة الأركان هذا المسمى، موضحا أن «إدارة أمن الجيش الليبي» كانت مسمى قديما لإدارة الاستخبارات. 
وتلقى رئيس الوزراء الليبي مصطفى أبو شاقور اتصالا هاتفيا من رئيس الحكومة القطرية حمد بن جاسم آل ثاني، يهنئه فيه الأخير بمناسبة انتخابه رئيسا للحكومة الليبية الجديدة. وذكرت وسائل الإعلام الليبية أنه تم خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية ومناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين ليبيا وقطر. 
وقال ابو شاقور إنه «سوف يتم الضرب بيد من حديد» على من وصفهم بالمتشددين «الذين رفضوا إلقاء أسلحتهم واقتصوا بأنفسهم من خصومهم خارج ساحات القضاء»، موضحا أن «ليبيا سوف تسعى بهمة عالية لبناء قوات الجيش والشرطة الوطنية وسوف تتاح الفرصة للشبان الليبيين لاسيما الثوار منهم كي يصبحوا رسميا أعضاء في قوات الأمن»، منوها بأن «ليبيا تعد برنامجا فعالا لاستعادة الأسلحة التي لا تزال في أيدي البعض في ليبيا». وقال «إن طرابلس ستعرض بعض الحوافز وستقر عددا من الضوابط وستجري ترخيصا لبعض الأسلحة الخفيفة لمن يريد حملها إلا أنه سوف يتم سحب الأسلحة الثقيلة وتسليمها للحكومة ولن يسمح بوجودها في الشوارع». 
وفي رده على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن الكيفية التي سيجري من خلالها تحسين أداء الحكومة السابقة في مجال تعزيز الأمن، قال أبو شاقور «إنه عندما تولت الحكومة السابقة مقاليد الأمور لم تجد المؤسسات التي يمكن البناء عليها إلا أنه توجد الآن بعض القواعد لإنجاز ذلك مما سوف يمنح الحكومة الجديدة مجالا أوسع للحركة في المستقبل». 
واستؤنفت حركة الملاحة الجوية في مطار بنغازي في شرق ليبيا، بعد تعليقها ليل الخميس ـ الجمعة «لأسباب أمنية»، حسبما أفاد مصدر ملاحي. وقال المصدر إن «مكتب الطيران المدني أمر بإعادة فتح المطار بعد ضمان الشروط الأمنية». 
ونفى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان الليبية علي الشيخي الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام والتي تفيد بصدور قرار من قبل رئاسة الأركان يقضي بحل كتيبة «أنصار الشريعة» في بنغازي. ونقلت وسائل الإعلام الليبية عن المتحدث قوله في تصريحات صحافية «إن هذه الكتيبة لا تتبع رئاسة الأركان الليبية حتى يتم حلها»، مشيرا إلى أن «القرار الذي نشر مزور، حيث أنه منشور بتوقيع ضابط عقيد ركن عوض محمد المسماري وهو اسم غير موجود لدى رئاسة الأركان الليبية». 
وأضاف المتحدث أن هذا القرار يقال إنه صادر من إدارة أمن الجيش الليبي ولا يوجد لدى رئاسة الأركان هذا المسمى، موضحا أن «إدارة أمن الجيش الليبي» كانت مسمى قديما لإدارة الاستخبارات. 
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان مساء أمس الأول، ان العنصرين السابقين في القوات الخاصة في المارينز تايرون وودز وجلين دوهرتي توفيا في الهجوم على القنصلية الذي قتل فيه ايضا السفير الاميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز والمسؤول في ادارة المعلومات بوزارة الخارجية شون سميث. 
وعرف البيان وودز ودوهرتي بانهما عضوان سابقان بوحدة العمليات الخاصة بسلاح البحرية كانت لهما خبرة طويلة في العراق وافغانستان. ولم يوضح البيان طبيعة عملهما في بنغازي. 

التعليق
يتركّز المتشدّدون الإسلاميّون في بعض المناطق الشرقيّة من ليبيا وبالأخص في درنة، ويعود ذلك إلى عهد الطاغية القذّافي حيث كان الإسلاميّون ينشطون في المناطق الشرقيّة نظراً لوجود التعاطف الشعبي، معهم ربّماً إنطلاقاً من كراهيّة الناس في هذه المناطق لنظام حكم الطاغية القذّافي نظراً للإهمال المتعمّد لبنغازي والمناطق الشرقيّة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنّنا نعرف مع إرتباط الناس في المناطق الشرقيّة مع النظام الملكي ومدى حنينهم إليه وترقّبهم لعودته حيث كان سكّان المناطق الشرقية يحظون بإهتمام النظام الملكي دون غيرهم من بقيّة الليبيّين إلى درجة أنّه جعل لليبيا ثلاثة عواصم منها بنغازي والبيضاء تحت مسمّيات مختلفة بهدف إرضاء سكّان تلك المناطق.
حين قام الطاغية القذّافي بمحاربة وملاحقة الإسلاميّين بعد هجومهم الكبير على أجهزة الأمن التابعة له في منطقة الجبل الأخضر في عام 1996 هرب الكثير من منتسبي الجماعات الإسلاميّة إلى خارج البلاد وإنتهى بهم المطاف في السعوديّة أو أفغانستان حيث تشبّعوا بثقافة الفكر الوهابي الذي يعتمد العنف لفرض الأمر الواقع ولا يعترف بالحكومات المدنية أو الإنتخابات.
أود في هذا السياق أن أنوّه إلى أنّه لولا تعاطف بعض الناس في المناطق الشرقيّة مع هؤلاء المتشدّدين، ولولا إحساس الإسلاميّين بالأمان في درنة وبنغازي والبيضاء بالأمان بين الناس المحيطين بهم لما بقوا في تلك المناطق ولما تصرّفوا بتلك الطريقة المكشوفة والمتبجّحة.
قد نتذكّر خروجهم في شوارع مدينة بنغازي في فبراير الماضي بأسلحتهم وعتادهم وهم يتباهون بقوّتهم ولم يقف أحد أمام أو يقاوم إستعراضهم للقوة في وضح النهار.
كما أنني أريد أن أنبّه إلى أنّ الجماعات الإسلاميّة المسلّحة في بنغازي والمناطق الشرقيّة هي من يتحكّم في كل مفاصل الدولة هناك، وما تاسيس اللجان الأمنيّة العليا من قبلهم إلا وسيلة للإستحواذ على سلطة القرار في كل المناطق الشرقيّة حيث تضعف قبضة الحكومة.
كما أنّني أريد أن أنبّه أيضاً إلى أن رؤساء اللجان الأمنيّة العليا هم من بين قادة الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة والتي من بينها السلفيّون الذين يشكّلون الكم الأكبر من كتيبة "أنصار الشريعة" والتي لا أشك مطلقاً في إرتباطها وتواصلها مع تنظيم القاعدة في أفغانستان.
علينا أيّها الإخوة يا أبناء وبنات ليبيا أن ننتبه إلى أن الطير حين يريد التفريخ فإن أوّل شئ يقوم به هو الحصول على مكان آمن لبناء عش يضع فيه بيضه، وجماعة "أنصار الشريعة" وجدوا ذلك المكان الآمن في بنغازي وما جاورها وعلى أهلنا في بنغازي أن يلوموا أنفسهم قبل لومهم سلطات الحكومة على عدم توفير الآمان لهم.
الأمر الآخر هو بكل تأكيد وجود متعاطفين من الجماعات السلفيّة في دوائر الحكم (مؤتمر وطني وحكومة، ومن قبلهما مجلس وطني مؤقّت ومجلس تنفيذي) وهم من يقف ضد تجريد الجماعات الإسلاميّة والتي من بينها كتيبة أنصار الشريعة من السلاح ليس خوفاً منهم ولكن تعاطفاً معهم وربّما حفاظاً على بقائهم لأسباب من بينها معادلة توازن القوى وتوزيع النفوذ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق