عن "الشرق الأوسط" السعوديّة، عن قناة "الزنتان" على الفيسبوك
اعتبرت قناة "الزنتان" الليبية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن الحملات المتتالية على الزنتان بخصوص سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي، تستهدف نقله من محبسه الحالي في مدينة الزنتان الجبلية إلى العاصمة طرابلس، تحت تصرف الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة الإخوان المسلمين.
وأفاد تقرير إخباري لجريدة "الشرق الأوسط" نقلا عن قناة "الزنتان" قولها في تعليق على محاكمة سيف الإسلام أول من أمس: "من يقف خلف هذه الحملة ليسوا شرفاء العاصمة بل مجموعة متورطة في فضائح مع سيف القذافي من قصة مشروع ليبيا الغد وعمليات الإصلاح مع الجماعات الإسلامية التي كان يرعاها الصلابي والساعدي وبلحاج وغيرهم".
وأضافت: "هم لا يريدون لتفاصيل هذا الأمر أن تخرج للعامة لأن المعلومات بهذا الخصوص خطيرة جدا"، مشيرة إلى أن سيف تم "تفريغه من محتواه وتسجيل كافة اعترافاته بخصوصكم بالإضافة إلى أرشيف برنامج الإصلاح مع الإسلاميين في السجون والذي يوجد موثقا بالفيديو".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التلميح إلى حصول قيادات ثوار الزنتان الذين يتولون حراسة سيف الإسلام في سجنه السري بالمدينة منذ اعتقاله قبل أكثر من عامين بعد سقوط نظام والده ومقتله في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، على تسجيلات موثقة للتحقيقات التي جرت مع نجل القذافي منذ أسره.
ومثل سيف الإسلام للمحاكمة في الزنتان أول من أمس في محاكمة سريعة استغرقت عدة دقائق وسط إجراءات أمنية مشددة، خلافا لتأكيدات النائب العام على أن المحاكمة ستبدأ في طرابلس.
لا يستطيع تنظيم الإخوان المسلمين ولا تنظيم الجماعة الليبيّة المقاتلة إخفاء علاقتهم مع النظام السابق وبالخصوص مع إبنه والنافذ الأكبر في نظامه سيف معمر القذّافي.
تنظيم الإخوان المسلمين كان من أكبر المعارضين لتغيير نظام الحكم في ليبيا كما برهن على ذلك الدكتور ناصر المانع ممثّل الإخوان في مؤتمر المعارضة الليبيّة في لندن عام 2005... الإخوان يقاطعون مؤتمر المعارضة في لندن
الجماعة الليبيّة المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج وغيره من قادتها كان لهم أيضاً موقفاً إيجابيّاً من مشروع سيف القذّافي "ليبيا الغد" وكانوا قد قبلوا تعويضات من نظام القذّافي وأصدروا "المراجعات" المشهورة للتعبير عن أسفهم لما قاموا به سابقاً في منطقة الجبل الأخضر ضد نظام حكم العقيد معمّر القذّافي: مراجعات الجماعة الليبيّة المقاتلة.
هذه التنظيمات الدينيّة التي تتناغم مع الحكام مهما كانوا جائرين على نظريّة "طاعة ولي الأمر" وعلى معادلة "الضرر والمنفعة" التي تتبنّاها التنظيمات الإسلاميّة لتمرير أفكارها وأرائها التي كثيراً ما تتراجع عنها إن كان المخرج أفيد لها بغض النظر عن "الموقف" أو "المبدأ" أو "الإلتزام".
يقال بأن تسجيلات الزنتان على الفيديو لإعترافات سيف القذّافي تكشف الكثير من تعاملات تنظيم الإخوان المسلمين والجماعة الليبيّة المقاتلة مع نظام الطاغية القذّافي وهي الإعترافات التي تخشى ظهورها هذه التنظيمات على العلن بغرض "إخفاء الحقائق" لأنّها "مشينة"، ومن ثمّ يعتقد ثوّار الزنتان بأن سيف القذّافي إذا تم تسليمه للحكومة التي يسيطر عليها الإخوان والتنظيمات الدينيّة الأخرى من الجماعة الليبيّة المقاتلة والسلفيّين فإنّه سوف يقتل على الفور بهدف قتل الأسرار معه، لكن ثوّار الزنتان كانوا أذكى من هؤلاء بأن قاموا بتسجيل إعترافات "خطيرة" لسيف القذّافي على أشرطة فيديو لإستخدامها عند الحاجة.
هذا ربّما ما يفسّر تلك الفوضى التي حدثت في الأسبوع الماضي أثناء محاولة محكمة جنوب طرابلس الإبتدائيّة محاكمة سيف في قاعاتها، لكن ثوّار الزنتان قرّروا محاكمته هناك لتفويت الفرصة على محكمة طرابلس لطلب نقله إليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق