Translate

السبت، 21 سبتمبر 2013

الحل هو في ليبيا وليس في خارجها

يبدو أنّنا من فرط تشاؤمنا وعدم ثقتنا بأنفسنا ونحن مدفوعين بهاجس اليأس يلف بنا من كل مكان.. يبدو أنّنا بدأنا نبحث عن من ينقذنا من وضعنا الذي نعيش فيه بأي ثمن وبدون أن نفكّر في العواقب.  أنا قلت من قبل وأقولها ثانية وسوف أقولها طيلة حياتي.... إن من يحل مشاكلك هو أنت ولا تنتظر من غيرك مهما كان لصيقاً بك أو متعاطفاً معك أو إعتبرته صديقك بأن يحل لك مشاكك بالنيابة عنك. 
علينا بأن نتعاون لحل مشاكلنا وعلينا بأن نبحث عن الحل من بين ظهرانينا إن كنّا بالفعل نحس بأنّنا جديرين بالحياة. نعم... علينا أن نبحث عن شخصيّة قويّة مثل الحجّاج بين يوسف الثقفي فالذي يجري في ليبيا الآن هو بالضبط شبيه لما كان يجري في العراق أيّام الحجّاج، وحاول الكثيرون من قبله السيطرة على الفوضى والخروج عن نظم وقوانين السلطة الحاكمة لكنّهم فشلوا جميعاً وإستمر الناس في العراق يسرقون ويكذبون ويعتدي بعضهم على بعض إلى أن أختير..... أختير... أختير الحجّاج ليسيطر على الشغب والفوضى والهمجيّة في العراق فكان الإختيار في محلّه.... لماذا؟. لأنّ الرجل شجاع، وقوي، وحاسم فكان له ما أراد. لم يمضي إسبوعاً حتى بدأ الناس في العراق يرتعبون من الحجّاج وبدأوا مذعورين يسيرون وفق البرنامج المعد لهم. سيطر الحجّاج على الوضع ربّما منذ تلك اللحظة التي وقف فيها على محراب المسجد وهو صامتاً يحملق في وجوه المصلّين حتى إستثارهم وأخافهم وأرعبهم بدون أن يقول كلمة، وحين تأتّى له ذلك قال عباراته المشهورة: يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنقاق ومساوئ الأخلاق... إلى البقيّة. ألسنا في حاجة إلى قائد قوي وشجاع وصارم في بلد أصبحت الفوضى وفساد الأخلاق هي سمة الحياة فيه؟.  

لا تبعدوا كثيراً يا سادتي فحل مشاكل بلادنا ليس في لندن ولا هو في باريس ولا هو في نيويورك ولا هو في إستانبول.... الحل هو هنا في ليبيا فإبحثوا عنه وأفرضوه إن كانت لكم إرادة وإن أردتم بالفعل العيش بكرامة.  
ألم يأتوا إلى الصومال بهدف حل مشاكله فتركوه يعاني من مشاكل أفدح وأكبر؟. ألم يأتوا إلى العراق وكان بلداً آمناً مطمئنّاً لا يوجد فيه صراع ديني أو طبقي وكان العراق يفخر بعلمائه وبتراثه وبمعماره ومبانيه الحديثة وإقتصاده القوي جدّاً... فكيف تركوه؟.
 بالله إسألوا أنفسكم... كيف تركت أمريكا وتحالفها الشيطاني العراق، وكيف هو العراق اليوم؟.  ألم يذهبوا إلى أفغانستان بهدف ظاهري عنوانه إعادة الهدوء والطمأنينة للأفغانيّين فإذا بهم يعزمون الآن على ترك أفغانستان مذعورين تاركينها للطالبان الذين أصبحوا اليوم أكثر قوّة وأكثر ثقة بأنفسهم؟.  هل سوف تخاف جماعة الطالبان من أمريكا أو التحالف الدولي أو حتى الأمم المتحدة بعد اليوم؟.

الحل بينكم وفوق أرضكم فأبحثوا عنه، أمّا الإبتهال والتسوّل للآخرين كي ينقذوكم من مشاكلكم فإنّه يعكس فشلكم وغياب الحيلة عندكم ويعكس عجزكم. هل يهتم ديفيد كاميرون بمصالحكم أو رفاهيّتكم أو أمنكم في داخل بلدكم؟.
لا يا سادتي... فكاميرون سوف لن يهتم بأكثر من مصالح بلده، وسوف يستغل ضعفكم وقلّة حيلكم في المزيد من الإستنزاف والمزيد من الإستغلال. ألم تحصل بريطانيا على الكثير من المشاريع الإستثماريّة في ليبيا مثل مشروع المستشفيات التسعة التي تعاقد وزير الصحة معها بشروط بريطانيّة وبدون طرح المشروع لأية منافسة إقتصاديّة؟.  ألم تحصل بريطانيا على تعويضات لشرطيّتها التي كانت ضحيّة رصاصة طائشة بكل تأكيد لم تكن تقصدها ثم إذا بكاميرون يطلب المزيد من التعويضات ويسعى للحصول على إعتذار رسمي من الحكومة الليبيّة الحاليّة حتى تتحمّل ليبيا المسئوليّة الكاملة عمّا فعله الطاغية القذّافي؟. سوف تطرح تعويضات جرائم الآي أر إيه وتعويضات جريمة لوكربي ونحن لا خيار لنا إلا أن نقول نعم لأنّنا يائسين من وضعنا ويائسين من قدراتنا ويائسين حتى من أنفسنا....  
 الحل هو في بلدكم ومنكم وبأيديكم، فلا تهربوا من تحمّل مسئوليّاتكم ولا تتركوا هلعكم فيقضي على زمام المبادرة عندكم. الحل يكمن في البحث عن "قاااااااائـــد" في ليبيا، وهذا القائد ليس زيدان ولا أبو سهمين ولا بقيّة الجبناء الآخرين.  القائد الشجاع الجسور موجود في ليبيا فعليكم البحث عنه وتسليمه مقاليد الدولة، وعندها فقط سوف تخاف الجرذان وسوف تهرب الصراصير، وسوف تغيّر الثعالب جلودها صاغرة وخائفة وخانعة..... وعندها فقط سوف يعرف الناس النظام والقانون وكيفيّة الأنصياع لسلطة الدولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق