عثر أخيراً في خبايا جامعة برمنجهام على مخطوطات نادرة جدّاً وأصليّة لأجزاء من القرآن يعتقد حسب تحليل الكربون المشع لمادّتها المكتوب عليها بأنّها كانت قد كتبت باليد في الفترة ما بين 468 - 645 ميلادي.
تبيّن من خلال دراسة هذه المخطوطات من قبل مختصّين من إيران ومنطقة الشرق الأوسط بأن كاتب تلك المخطوطات كان على صلة مباشرة بالرسول عليه السلام ويعرفه جيّداً. المعروف أن رسول الله كان قد توفّى في عام 632، ممّا يجعل هذه المخطوطات القرآنيّة من أقدم النسخ التي كتبت بخط اليد على الإطلاق، وهي قريبة جدّاً كما نرى من فترة تواجد الرسول عليه السلام.
المعروف بأن الصحابة كان الرسول يقرأ عليهم ما أنزل عليه من القرآن فرادى، وكان كل منهم يحفظ ما يسمعه من السول ويحتفظ به في ذاكرته، وبعضهم من يستكيع الكابة حينها كان يقوم بكتابة ما وصله من الرسول من ذاكرته على ما توفّر من مواد يمكن الكتابة عليها كجلود الحيوانات، والصخور، وكرناف النخيل.
بعد حرب أبوبكر على من نعتوا بالمرتدين حينها حدثت الكثير من البلبلة والقلاقل بين المسلمين فيما سمّي ب"الفتنة الصغرى"، وبدأ بعض المسلمين يخاف على ضياع القرآن فأمر أبوبكر بنصيحة ومؤازرة من عمر بن الخطّاب الصحابي زيد بن ثابت بتجميع القرآن في كتاب واحد إحتفظ به أبوبكر في بيته، وعندما توفي أبوبكر إنتقل إلى عمر وبعد إغتيال عمر إنتقل القرآن المجمّع إلى حفصة إبنته، وبقى عندها إلى أن قام عثمان بن عفّان بتجميع كل نسخ القرآن المتوفّرة حينها وكانت بين 7 - 8 نسخ فيها الكثير من الإختلاف، فأمر عثمان بالإبقاء على كتاب حفصة وحرق النسخ الأخرى ونعم ما فعل عمر، وإلّا لكنّا مختلفين اليوم أكثر مما نحن مختلفون فيه الآن.
تزوَّجت حفصة في البدء من خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي، وأسلما معًا في مكة، ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفردًا إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى يثرب. شارك خنيس في غزوة بدر مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد. ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من عثمان بن عفان وأبي بكر أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي عليه السلام لنفسه، فقبل عمر. كان زواج الرسول من حفصة في شعبان من عام 3 للهجرة، وكانت هي زوجته الرابعة بعد خديجة وسودة وعائشة.
المخطوطات التي عثر عليها في خبايا جامعة برمنجهام كانت مكتوبة على قطع من الصخر وألياف النخيل وعظم كتف الجمل كان قد تم حفظها بما تيسّر في ذلك الوقت. هذه الموجودات الثمينة كان قد تم العثور عليها في أحد أرفف مكتبة الجامعة المنسيّة والمهملة أيضاً حيث كانت مغطّاة بالغبار، ووجد مع نسخة بحث الدكتوراة للقسّ العراقي الفونسو مينجانا حوالي عام 1923.
تلك القطع النادرة التي جمّعها القس العراقي كانت من بين مجموعة كبيرة من التحف التاريحيّة التي يعود بعضها إلى 3000 سنة كانت جزءً من إهتمامات القس بتجميع نفائس التريخ النادرة، وقد تبيّن حديثاً بأنّها بالفعل هي نسخ أصليّة برهنت على أصليّتها تحاليل مادّة الكربون المشع التي إحتوتها تلك الأثريات بما برهن على أن عمرها قد يصل إلى 1370 سنة وهي الفترة القريبة جدّاً من وفاة الرسول عليه السلام.
المخطوطات التي عٌثر عليها في المكتبة في جامعة برمنجهام إحتوت على أيات من القرآن من السور 18 - 20 (الكهف، مريم، طه) وكانت قد كتبت بالخط الحجازي، وعندما قرئت على أصلها تبيّن بأنّها إحتوت تماماً على نفس الكلمات في نسخ القرآن الحديثة بدون أي تغيير على الإطلاق، وهذا بيّن بأن النسخة الحالية من القرآن الكريم هي بالفعل نقل حرفي بدون تغيير لما كان قد كتب من القرآن في آخر أيّام الرسول وبداية عهد أبوبكر حينما تمت الدعوة لكتابة القرآن على قطع ممّا توفّر حينها من الجلد وليف النخيل وقطع الصخر وكذلك العظام العريضة من الحيوانات التي ذبحت وأكل لحمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق