إن كل عاقل ويمتلك القليل من الدراية والبديهة يعرف الآن بأن قطار التغيير في ليبيا بدأ بالفعل محرّكه في الدوران وبأنّه ينتظر صافرة الإنطلاق والتي ستنطلق قريباً جدّاً..... وسوف يبدأ القطار في التحرّك.
حينما ينطلق قطار الحياة إلى الأمام فليس على البشر إلّا التوقّف عن الجدال والتسابق لحجز أماكن لهم على متنه، وغير ذلك يعني فقط بأن القطار سوف ينطلق وبأن من يتخلّف سوف يبقى حيث كان.... وتلك هي سنّة الحياة.
قطار التغيير في ليبيا بدأ في الإستعداد للإنطلاق فعلينا كليبيّين وليبيّات التوقّف عن الخصام والمشاجرة، وعلينا لملمة أنفسنا والجري وراء القطار لحجز آماكن لنا فيه قبل أن ينطلق حتى لا يسافر ويتركنا وراءه نلعق طعم الهزيمة ونعاني من نتائج إفتقادنا لعنصر المبادرة وإتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
بعد التوقيع على وثيقة المرحلة الإنتقاليّة وحكومة الوفاق في الصخيرات يوم الخميس الماضي، لم يعد هناك مجالاً للنقاش في قضيّة الأهلية أو التمثيل أو المشروعيّة. الحكومة سوف تتشكّل، وما سوف تفعله سوف يطالنا جميعاً فعلينا بأن نكون واقعيين، وعلينا بألّا نضيّع أوقاتنا في نقاشات بيزنطيّة لا تسمن ولا تغني من جوع.
إستمعت هذا المساء إلى السيّد عقيلة صالح وهو يقول بأنّه يرفض بنود الإتفاق السياسي الذي وقّع في ضاحية الصخيرات المغربية، واصفا حكومة الوفاق بأنها "تتعارض مع الكرامة الوطنية". وإستمعت إلى السيّد عقيلة صالح وهو يقول أيضاً: “لم تكن حكومة الوفاق نتاج حوار ليبي ليبي، وهو ما يرفضه الليبيون”.
وأكّد حضرته بعدم قبول "فرض الحلول المعدة سلفا على الليبيين"، معتبرا أن "ما يتخذ من قرارات أو ما في حكمها باسم مجلس النواب خارج قبة البرلمان لا يكون دستوريا ولا قانونيا".
وقال عقيلة صالح بعد لقائه بالسيّد نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني المنتهي الصلاحيّة "إتفقنا على معالجة نقاط الإختلاف، وعلى أن حكومة الوفاق لا تمثّل رأي الشعب الليبي".
أقول للسيّد عقيلة صالح... إنّك تعيش خارج نطاق التغطية، وإنّ مقدرتك على التفكير والتفاعل مع الإحداث هي بطيئة جدّاً وغير مستوعبة لما يحدث على أرض الواقع، وسوف تجد نفسك على ناصية الطريق بعد أن يتجاوزك قطار التغيير في ليبيا.
لقد برهن السيّد عقيلة صالح على أنّه بدأ بالفعل يقف في طابور المعرقلين لمسيرة الحياة في ليبيا، وأصبح بكل يقين عقبة كبيرة في سبيل إحداث أية تغييرات جوهرية في ليبيا تخرجها من هذه الدوّامة لتي ضلّت تراوح بداخلها منذ منتصف عام 2013. لقد حان لنا كليبيّين وليبيّات أن نلفظ هذه العقليات المتخلّفة وأن نبحث عن عقول شابّة ومتفهّمة تعيش زمانها وتتفاعل مع ما يجري من أحداث وفي الوقت المناسب.
إن قطار الحياة يسير بسرعة كبيرة جدّاً ولا يمكنه السير إلّا إلى الأمام، فعلينا أن نبحث لنا عن مقاعد بداخله وإن لم نستطع ففي أي مكان على متنه... المهم ألّا ندعه ينطلق بدوننا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق